/ الفَائِدَةُ : ( 2 ) /
15/10/2025
بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على محمد واله الطاهرين ، واللَّعنة الدَّائمة على أَعدائهم اجمعين. / (عَالَم الأَمر) أَحد عوالم الأَجسام اللطيفة/ إِنَّ المستفاد من كثير من بيانات الوحي العقليَّة : أَنَّ عَالَم الأَمر من عوالم الأَجسام اللَّطيفة ـ أَي : من عَالَم الأَرواح ـ ومن ثَمَّ بیان قوله تعالىٰ : [إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ] (1) دالٌّ ـ من خلال (فاء) التفريع ـ على أَنَّ لعَالَم الأَمر حركة تدريجيَّة ، فيكون من عَالَم الأَجسام ، بل الثَّابت في بيانات الوحي العقليَّة الأُخرىٰ المستفيضة : أَنَّ فوق عَالَم الأَمر عوالم جسمانيَّة أَلطف . نعم ، لَـمَّا لم يُمكن لآليَّات وقوىٰ المخلوقات النَّازلة دَرَك أَجسامها وحركتها التدريجيَّة اللطيفة ظنَّتها مُجرَّدة تجرُّداً تامّاً عن الجسميَّة ، وحسبت حركتها دُفْعِيَّة ، والحال أَنَّها مُجرَّدة تجرُّداً نسبيّاً بالقياس إِلى ما دونها. ولتعقُّل ذلك لاحظ : قوىٰ وطاقات عَالَمنا هذا ـ كالليزر والانفجارات النوويَّة ـ ، فحينما تراها تحسب حركتها دُفْعِيَّة ، والحال أَنَّها تدريجيَّة ؛ فإِذا كان هذا هو حال ادراكنا لقوىٰ وطاقات عَالَمنا الغليظ هذا فكيف بِكَ بالعوالم الجسمانيَّة اللطيفة الصَّاعدة ؛ فالمشكلة تكمن في ضعف قوى وآليَّات وامكانيَّات وطاقات أَبداننا الرصديَّة الدُّنيويَّة الأَرضيَّة . وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ الأَطْهَارِ . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) يس: 82